وأجيب بأنه لم ينه نهي تحريم بل نهي تنزيه ، وقوله : كل الناس أفقه من عمر .. على طريق التواضع وكسر النفس (١).
وأجاب السيد المرتضى (٢) رضياللهعنه بأن (٣) : المروي أنه منع من ذلك وحظره حتى قالت له المرأة ما قالت ، ولو كان غير حاظر للمغالاة لما (٤) كان في الآية حجة عليه ، ولا كان لكلام المرأة موقع ، ولا كان يعترف لها بأنها أفقه منه ،
__________________
ومن هذا وغيره يظهر مدى الاستبداد الديني الحاكم والضغط السياسي المتسلط من قبل الخليفة آنذاك ، وإلا فلا يعقل عدم التفات المسلمين لمثل هذا الحكم.
وجمع الحاكم النيسابوري طرق هذه الخطبة لعمر بن الخطاب في جزء كبير ـ كما قاله في المستدرك ٢ ـ ٢٧٧ ـ وقال : تواترت الأسانيد الصحيحة بصحة خطبة أمير المؤمنين! عمر بن الخطاب بذلك ، وأقره الذهبي في تلخيص المستدرك ، وأخرجها الخطيب البغدادي في تاريخه ٣ ـ ٢٥٧ بعدة طرق وصححها ، غير أنه لم يذكر الحديث بتمامه.
وذكره السيوطي في جمع الجوامع ـ كما في الكنز ٨ ـ ٢٩٨ ـ نقلا عن سنن سعيد بن منصور والبيهقي ، ورواه السندي في حاشية سنن ابن ماجة ١ ـ ٥٨٣ ، والعجلوني في كشف الخفاء ١ ـ ٢٦٩ و ٢ ـ ١١٨.
وأخرج الحافظ الطبري في الرياض النضرة في أنه دخل علي عليهالسلام على عمر ـ وإذا امرأة حبلى تقاد ترجم ـ فقال : ما شأن هذه؟. فقالت : يذهبون ليرجموني .. وفي ذيلها : فقال عمر : كل أحد أفقه مني ـ ثلاث مرات .. وحكاه الحافظ الكنجي في الكفاية : ١٠٥ ، وقال في ذخائر العقبى : ٨١ :. هذه غير تلك ـ أي القصة التي مرت للمرأة الحامل ، لأن اعتراف تلك كان بعد تخويف فلم يصح فلم ترجم ، وهذه رجمت ، كما مر.
وقد ذكر العلامة الأميني ـ رحمهالله ـ في الغدير ٦ ـ ٩٥ ـ ٩٩ صورا تسعا من هذه القصة ، وأورد المصادر العديدة ، فراجع. وجاء في العقد الفريد ٣ ـ ٤١٦ : لما قيل له نهاك الله عن التجسس تجسست ، ونهاك عن الدخول بغير إذن فدخلت ، فقال : هاتان بهاتين ، وهو يقول : كل الناس أفقه من عمر.
(١) كما في المغني للقاضي ٢٠ ـ ١٤ ـ القسم الأول ـ.
(٢) الشافي ٤ ـ ١٨٥.
(٣) في المصدر : فهو دفع للعيان ، لأن ..
(٤) في الشافي : ولو كان راغبا عن المغالاة وغير حاظر لها لما ..