رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] فأخبرناه ، فقال : إنما (١) يكفيك هكذا .. ومسح وجهه وكفيه واحدة.
وروى البخاري (٢) ـ أيضا ـ في موضع آخر ، عن شقيق بن سلمة ، قال : كنت عند عبد الله وأبي موسى ، فقال له أبو موسى : أرأيت ـ يا أبا عبد الرحمن إذا أجنب فلم يجد ماء كيف يصنع؟. فقال عبد الله : لا يصلي حتى يجد الماء. فقال أبو موسى : كيف (٣) تصنع بقول عمار حين قال له النبي صلى الله عليه [ وآله ] : كان يكفيك .. قال : ألم تر عمر لم يقنع بذلك! فقال أبو موسى : فدعنا من قول (٤) عمار ، كيف تصنع بهذه الآية؟ ، فما درى عبد الله ما يقول! ، فقال : إنا لو رخصنا لهم في هذا لأوشك إذا برد على أحدهم الماء أن يدعه ويتيمم ، قال الأعمش : فقلت لشقيق : فإنها كره عبد الله لهذا. قال : نعم (٥).
وروى البخاري (٦) ـ أيضا ـ ، عن أبي وابل ، قال : قال أبو موسى لعبد الله بن مسعود : إذا لم يجد الماء لا يصلي؟. قال عبد الله : لو رخصت لهم في هذا كان إذا وجد أحدهم البرد قال هكذا ـ يعني تيمم ـ وصلى ، قال : قلت : فأين قول عمار لعمر؟. قال : إني لم أر عمر قنع بقول عمار (٧).
وروى (٨) أيضا ، عن سعيد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : جاء رجل إلى
__________________
(١) في صحيح البخاري زيادة : كان ، بعد : إنما.
(٢) صحيح البخاري ١ ـ ٩٥ كتاب الطهارة باب إذا خاف الجنب على نفسه.
(٣) في المصدر : فكيف.
(٤) في (س) : بقول.
(٥) وأخرجه مسلم في صحيحه ١ ـ ١١٠ ، وأبو داود في سننه ١ ـ ٥٣ ، والبيهقي في سننه ١ ـ ٢٢٦ ، وقال في تيسير الوصول ٣ ـ ٩٧ : أخرجه الخمسة إلا الترمذي.
(٦) صحيح البخاري ١ ـ ٩٥ كتاب الطهارة ـ التيمم ـ باب إذا خاف الجنب.
(٧) وجاء في سنن البيهقي ١ ـ ٢٢٦ ، وتيسير الوصول ٣ ـ ٩٧.
(٨) البخاري في صحيحه ١ ـ ٩٢ ـ ٩٣ [ ١ ـ ٤٥ ] حديث ٢ في باب المتيمم هل ينفخ فيهما .. من كتاب الطهارة. وأورده في الأبواب التي بعده ، إلا أنه حرفه ودلس فيه صونا لمقام الخليفة وقدسيته ، فقد حذف الكلمة : لا تصل ، أو قوله : أما أنا فلم أكن لأصلي .. ذاهلا عن أن كلام عمار عندئذ