بسيفهما ... » الحديث (١) ـ على ما ذكر مع أنّه صريح بخلافه كما لا يخفى؟
نعم ، في دلالة جملة من الآيات والأخبار المستدلّ بها على الحرمة مناقشة واضحة فراجع.
إستظهار حرمة التجرّي مطلقا من بعض الأدعية المأثورة
وهيهنا شيء ينبغي التنبيه عليه :
وهو أنّه قد يستدلّ على حرمة التجري بقول مطلق بما ورد في الأدعية الكثيرة (٢) من طلب العفو عنه ؛ فانّها مشحونة بالاستعفاء عن التجرّي ، فيجعل هذا كاشفا عن حرمة التجرّي عند الشارع ولو لم يحكم به العقل ، فهذا مسلك آخر في الحكم بحرمته لا دخل له بحكم العقل ، حتى يقال : أنّ المذمّة العقلية انّما ترجع إلى الفاعل لا إلى الفعل هذا.
ولكن يمكن الجواب عن الاستدلال بهذا الدليل : بانّه لم يظهر من الأدعية المشتملة على طلب العفو عن التجرّي كون التجرّي من حيث هو هو ، حتّى فيما لم يطابق المعصية مقصودا لطلب العفو ، بل الظاهر منها طلب العفو عمّا يكون مطابقا
__________________
(١) التهذيب : ج ٦ / ١٧٤ ـ ٣٤٧ ـ ٢٥ ، عنه الوسائل : ج ١٥ / ١٤٨ باب ٦٧ من باب جهاد العدو ـ ح ١ ، وأورده الصدوق في العلل بطريق آخر. أنظر علل الشرائع : ج ٢ / ٤٦٢ باب ٢٢٢ ، باب النوادر ـ ح ٤.
(٢) كما في الدعاء (٣٧) من الصحيفة السجادية وهو دعاء الشكر حيث يقول الإمام صلوات الله تعالى عليه : « ولقد كان يستحقّ في أوّل ما همّ بعصيانك كلّ ما أعددت لجميع خلقك من عقوبتك ».