كلام فيما يتعلّق بالهيولى والصورة والجسم
منها : مسألة تركب الجسم عن الهيولى والصّورة وعدم تركبّه منهما فذهب الطائفة الاولى إلى تركبه عنهما. والثانية : إلى عدم تركبّه عنهما ، وان إتّفقوا على أصل ثبوت الهيولى وتركب الجسم في الجملة كما عن أكثرهم إلاّ أنّهم إختلفوا في تركب الجسم عن خصوص الهيولى.
وتوضيح القول فيه بحيث يحصل بصيرة في الجملة يتوقّف على بعض التكلّم في معنى الهيولى والصّورة والجسم وذكر بعض كلماتهم ، ولا بأس بالتعرض له وان كان خارجا عن الفنّ ولم يكن من شأن من كان مثلى في قلّة البصيرة والبضاعة في العلم إلاّ أنّ الميسور لا يسقط بالمعسور وما لا يدرك كلّه لا يترك كله مضافا إلى سؤال بعض الإخوان الذي لا يسعني ردّ مسألته.
فنقول : أمّا الجسم فهو على قسمين : طبيعي وتعليمي ، والمقصود بالكلام هو الجسم الطبيعي وأمّا التعليمي فلم يتوهّم أحد تركّبه من الهيولي وغيرها ، وانّما هو أمر يعرض الجسم الطبيعي عند جماعة الحكماء ولهذا عرّفوه : بأنّه الكمّ المتّصل الذي له الابعاد الثلاثة المتقاطعة على زوايا القوائم مع تعيّن امتداداته كما عزّي إلى المحققين إلى غير ذلك ممّا قالوا في رسمه (١).
وأمّا الجسم الطبيعي فعرّفوه : بأنّه جوهر يمكن فيه فرض أبعاد ثلاثة
__________________
(١) انظر قواعد المرام في علم الكلام لإبن ميثم البحراني : ٤٣ ، وكذلك كشف المراد : ٣٠٠ وشرح المقاصد : ج ١ / ٢٨٨ ، ونهاية الحكمة : ١٤٠.