العقوبة حتّى ينافي حكم العقل والشّرع باستحقاق العاصي للعقوبة ، بل ينافى معنى التّكفير كما لا يخفى.
أو الى رفع الاستحقاق بعد فرض ثبوته حتّى ينافى حكم العقل أيضا فتدبّر هذا.
في بيان ما يتعلّق بسهو النّبي
وأمّا : مسألة تجويز السّهو على النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم باسهاء الله تعالى ـ كما في بعض الاخبار الواردة في صلوة غداته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ففيه ـ مع منافاته لما ورد في شأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم من الآثار والأخبار المتواترة فيخرج من مسألة تعارض النقل الظّني مع العقل القطعي ـ : أنّه كيف يجوّز العاقل الخطأ والسّهو في حقّ من كان قلبه الشريف أتم القلوب صفاء وأكثرها ضياء وأعرفها عرفانا ، مقبلا بقلبه الشريف إلى جناب قدسه في تمام عمره ومتوجّها بكليته إلى ساحة عزّ حضوره وإن كان مأمورا بتشريع الملّة وتأسيس السّنة ، بل مائلا إلى حظوظ النفس ، فانّه لا يزاحمه التوجّه إلى عالم الأحديّة والحضرة اللاّهوتيّة ؛ حيث أنّه تعالى شأنه قد شرح صدره الشريف ورفع عنه الوزر والمنقصة الإمكانيّة باعطاء هذه الموهبة الكبرى والمرتبة الزّلفى ، ومن هنا قيل في نظم الفرس :
جمع صورت با چنين معنى ژرف |
|
نيست ممكن جز ز سلطان شگرف (١) |
وكيف يسع لأحد بعد ذلك تجويز هذه الترّهات الواهية عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟.
__________________
(١) مثنوي معنوي لمولاهم جلال الرّومي ـ الدفتر الثالث رقم البيت : ١٣٩٣.