خصائصه عليهالسلام ويدلّ عليه ـ مضافا إلى وضوحه ـ ما رواه الشّيخ المفيد قدسسره في محكيّ « إرشاده » عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ( إذا قام قائم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرب فساطيط لمن يعلّم النّاس القرآن على ما أنزله الله تعالى ، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنّه يخالف فيه التّأليف ) (١) الخبر. وغيره كما أنّهم لا ينكرون مخالفته لما في أيدي النّاس من حيث اشتماله على وجوه التّأويل والتّنزيل والتّفسير والأحاديث القدسيّة كما صرّح به الصّدوق والمفيد عن بعض أهل الإمامة والسيّد الكاظمي الشّارح لل « وافية » وغيرهم قدست أسرارهم.
كلام الصدوق في إعتقاداته
قال الصّدوق في محكيّ « اعتقاداته » : « إنّه قد نزل من الوحي الّذي ليس بقرآن ، ما لو جمع إلى القرآن لكان مبلغه مقدار سبع عشرة ألف آية. وذلك مثل قول جبرئيل للنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إنّ الله تعالى يقول لك : دار خلقي مثل ما أداري ) (٢) ومثل قوله : ( اتّق شحناء النّاس وعداوتهم ) (٣) ومثل قوله : ( عش ما شئت فإنّك ميّت أحبب ما شئت فإنّك مفارقه واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه وشرف المؤمن صلاته بالليل وعزّه كفّ الأذى عن النّاس ) (٤) ومثل قول النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( ما زال
__________________
(١) الإرشاد : ج ٢ / ٣٨٦.
(٢) الكافي : ج ٢ / ٩٦ باب المداراة ـ ح ٢ وليس فيه : مثل ما أداري ، عنه الوسائل : ج ١٢ / ٢٠٠ باب « استحباب مداراة الناس » ـ ح ٣.
(٣) الكافي : ج ٢ / ٢٢٨ باب « المراء والخصومة » ـ ح ٢ وفيه : شحناء الرّجال ، عنه الوسائل : ج ١٢ باب « استحباب اجتناب شحناء الرجال وعداوتهم ... » ـ ح ١.
(٤) أمالي الصدوق : ١٩٤ ، المجلس ٤٢ ـ ح ٥ ، وكذا في الخصال : ٧ باب الواحد ـ ح ٢٠