ولكنّك خبير بأنّها ليست من القرآن المنزل إعجازا قطعا ؛ إذ يقدر كلّ عارف بلغة العرب أن يأتي بمثلها ، مع أنّه قال سبحانه : ( لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُ )(١) الآية (٢).
فيما لو علم إجمالا بحصول التغيير
إذا عرفت بعض الكلام في أصل المسألة فاستمع لما يتلى عليك فيما لو علم بحصول التّغيير إجمالا ولم يعلم تفصيلا فنقول :
إنّ التّغيير بقول مطلق قد يوجب اختلاف المعنى وقد لا يوجبه ، سواء كان بالتّحريف أو التبديل أو النّقص أو الزّيادة. فالعلم بحصول التّغيير إجمالا بأقسامه إذا كان أعمّ ممّا يوجبه وممّا لا يوجبه ، لا يوجب العلم إجمالا بالتّغيير بالمعنى ، وإن فرض العلم بما يوجبه في تمام الآيات فلا يقدح أيضا من حيث كون الشّبهة غير محصورة. وإن فرض العلم بما توجبه مع فرض حصر الشّبهة بأن فرضه الشّبهة كثيرة في الكثير ، فلا يقدح أيضا ؛ لعدم انحصار طرف العلم في خصوص آيات الأحكام ، فلعلّ المصروف عن ظاهره ممّا لا يتعلّق بالأحكام الشّرعية ؛ فلا يوجب العلم بتنجّز الخطاب حتّى توجب الإجمال في ظاهر آيات الأحكام. اللهم إلاّ أن
__________________
(١) الإسراء : ٨٨.
(٢) بل يقدر أطفال العرب اليوم أن يأتوا بأفصح وأوضح وأعذب منها ألف مرّة بل صبيانهم اليوم إذا تليت عليهم هذه الأضحوكة يضحكون على سخيف عقل صانعها الجاهل بالعربيّة وأصولها فكيف بنسوانهم فضلا عن رجالهم وأهل العلم منهم.
وما أدري لعلّ هذا الأحمق أراد أن يشوّه سمعة المذهب بهذه الخزعبلات.