مناط الأصل المزبور
إنّما المقصود بالبحث في المقام : هو أنّ الأصل المذكور هل يناط بنفس وضع اللّفظ ـ من غير اعتبار كشف وظنّ في ذلك ولو نوعا؟ فيكون المناط على التعبّد ، كما ربّما يوهمه كلام من أدرج الأصل المذكور في الاستصحاب وجعله من أقسامه مع قوله باعتباره من باب التعبّد المطلق أو المقيّد.
أو يناط بالكشف والظّهور النّوعي الغير المنفك عن الوضع مطلقا؟ ولو قام هناك ما يوجب الظّن الشّخصي بالخلاف بشرط عدم اعتباره ـ كما يظهر من غير واحد ـ أو بشرط عدم قيام الظّن الشخصي على الخلاف مطلقا ، أو بشرط حصوله من أمارة لم يقم دليل قطعيّ على عدم اعتباره بالخصوص ، كما نسب إلى بعض.
أو يناط بحصول الظّن الشّخصي من نفس اللّفظ ، فلا يصحّ البناء عليه بعد انتفاء المظنّة بالمراد إذا استند إلى ما لم يقم دليل على عدم اعتباره بالخصوص ، كالقياس وشبهه كما اختاره بعض أفاضل المتأخّرين (١) ، أو مطلقا كما اختاره سيّد مشايخنا في محكيّ « المناهل ». أو إذا استند إلى وجود حجّة شرعيّة في المسألة على ما حكاه الأستاذ العلامة قدسسره وبعض المحقّقين عن بعض أفاضل المتأخّرين ، كما لا يصحّ البناء عليه إذا حصل الظّن الشّخصي بالمراد من غير جهة نفس اللفظ كفهم الرّاوي ، أو مذهبه ، أو استناد المشهور ، أو فهم الأكثر ، إلى غير ذلك.
أو يناط بحصول الظن الشّخصي بالمراد مطلقا ولو حصل بمعونة الأمور
__________________
(١) المولى المحقق الحاج محمد ابراهيم الكرباسي في إشارات الاصول / مخطوط.