في أدلة القائلين بالحجيّة (١)
وأمّا القائلون بالحجيّة فقد تمسّكوا بوجوه :
الأوّل : الإجماع على اعتبار الظّن في اللّغات. ذكره غير واحد من الأصوليّين (٢). ويشهد له كون اختلافهم في جملة من الأمور ـ التي اختلفوا في حجّيتها ، كالتّقسيم وحسن الاستفهام وغيرهما ـ راجعا إلى النّزاع في الصّغرى. بل اختيار القائلين بالقياس ، عدم اعتباره في المقام ؛ من حيث عدم حصول الظّن بالمناط ، وكون اللّغات توقيفيّة أوّل شاهد على كون أصل حجيّة الظّن مسلّما عندهم.
ومن هنا اتّفقوا على اعتبار الاستصحاب في الموضوعات اللّغويّة ، وحكموا ـ بعد تبادر المعنى في العرف اللاّحق بكونه معنى أصليّا سابقا للّفظ ؛ من جهة أصالة عدم النقل وتعدد الوضع الراجعة إلى الظن بوحدة المعنى.
ومن هنا اتّفقوا على أنّ الأصل مع المنكرين للحقيقة الشّرعية. وفيه : أنّه إن
__________________
(١) وللعلاّمة الأصولي الفقيه الشيخ محمّد رضا النجفي المتوفى سنة ١٣٦٢ ه هنا كلام لطيف ينبغي التأمّل فيه والوقوف عنده لكن لا يخلو من خلط إذ ما ذكره لا خلاف فيه وإنّما الخلاف في موضع آخر شرحه يحتاج إلى تفصيل لا يسع المجال لبسطه. أنظر وقاية الأذهان : ٥٠٨ فصاعدا.
(٢) منهم الفاضل السبزواري في رسالته المعمولة في الغناء ( موسوعة الغناء والموسيقى : ج ١ / ٤٦ ) والسيّد بحر العلوم على ما حكاه صهره على ابنته السيّد محمّد المجاهد في مفاتيح الأصول : ٦٢ والسيّد الشريف المرتضى انظر الذريعة إلى أصول الشريعة : ج ١ / ١٣.