في بيان كيفيّة تعلّق الذّم بالأوصاف الغير الاختيارية
وسائر ما يتعلق بالمقام
لا يقال : إذا كانت صفة الشقاوة ممّا لا يتعلّق بها الاختيار ومن لوازم ذات العبد فايّ معنى لأن يذمّ عليه؟ وان التزم بكونها إختياريّة من حيث امكان إزالتها بالمجاهدة فيجب الالتزام بوجوب ازالتها من حيث كونها من قبيل الاوصاف الرذيلة للنفس الأمّارة ، فيلزمك القول باستحقاق العقاب في المقام وان لم يكن على نفس ما اعتقد تحريمه ؛ لأنّه لا ثمرة على ترتب العقاب عليه من حيث هو فتأمّل.
لأنّا نقول : أوّلا : أنّ تعلّق الذّم بما هو خارج عن الاختيار إذا لم يتعقّب عقوبة ممّا لا بأس به ، وإن هو إلاّ نظير مدح الشيء على صفاته وذم الشيء بكدورته.
ثانيا : إنّه لا دليل على وجوب إزالتها لبقاء الاختيار معها قطعا ، وليست علّة تامّة لإختيار المعاصي حتى يقال بوجوب ازالتها ، ولم يدل دليل خاصّ على وجوب إزالتها من جانب الشرع كما في جملة من الرّذائل ؛ حيث أنّه لا دليل على وجوب إزالتها ما لم يفض إلى الحرام بالوجوب الشرعي وإن وجبت بالوجوب الخلقي. فافهم ، فلا يلزم الحكم بوجوب إزالتها إذن.
وثالثا : إنّ القول بوجوب إزالتها لا ينفع الخصم في المقام ؛ إذ وجوب أزالتها لا يدلّ على حرمة الفعل الصادر عنه بنحو من الدلالة كما هو واضح ، ولعلّ الثمرة