وكذا إذا لم يسمع التمام يجوز له أن يأتي بالبقية (١) ويكتفي به.
______________________________________________________
(١) قيل إنّ هذا يفهم من صحيح ابن سنان أيضاً ، وقد عرفت ما فيه فلا دليل على تتميم النقص.
والذي ينبغي أن يقال في المقام : إنّ القدر المتيقن من أدلّة السماع وإن كان هو سماع تمام الفصول ، لكن الاختصاص به كما سبق عن الماتن محل إشكال ، إذ لا يستفاد من المعتبرتين أكثر من مسقطية السماع (١) في الجملة. بل إنّ معتبرة أبي مريم لعلها ظاهرة في كفاية سماع البعض ، لأنّ سماع تمام فصول الأذان والإقامة حال المرور في غاية البعد ، ولو كان فهو من الندرة بمكان (٢). ألا ترى أنّه لو قيل مررت بزيد وهو يقرأ القرآن ، لم ينسبق إلى الأذهان إلا سماع بعض ما يقرأ. ويعضده ما ذكره الفقهاء في باب حد الترخص من كفاية سماع بعض فصول الأذان في حصول الحد.
__________________
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
فوجئت وأنا أُعدّ هذه البحوث للطبع بخطب عظيم وكارثة مدهشة ، وهي ارتحال سماحة سيدنا الأُستاذ ( قدسسره العزيز ) إلى الفردوس الأعلى ، فأذهلني وقع المصاب وأدهشني عظم الرزية وما حلّ بالأُمة الإسلامية من ثلمة لا يسدها شيء ، فانّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لقد خدم فقيدنا الراحل الإسلام والمسلمين بما يزيد على ثلاثة أرباع القرن وربّى ثلة كبيرة من الفقهاء والمجتهدين ، جيلاً بعد جيل وطبقة بعد اخرى وفيهم من تصدى زمام الفتوى في العصر الراهن ، وآثاره العلمية والعملية في غاية الكثرة ولا تحصيها هذه الوجيزة ، وقد ترجم نفسه بنفسه في معجم رجاله ٢٣ : ٢٠ / ١٤٧٢٧. وكانت ولادته في ١٥ رجب سنة ١٣١٧ الهجرية القمرية ووفاته في يوم السبت الثامن من شهر صفر سنة ١٤١٣ ، فبلغ عمره الشريف ستة وتسعين عاما ، أسأل الله العلي القدير أن يتغمّده برحمته الواسعة ، وأن يلهم الأُمّة الإسلامية والجوامع العلمية الصبر والسلوان إنّه سميع مجيب.
(٢) هذا إذا أُريد من المرور المشي السريع. أمّا المتعارف ولا سيما البطيء منه ولعله الأنسب بحال أبي جعفر عليهالسلام حيث يحكى انّه كان بديناً ثقيل الجسم ، فسماع تمام الفصول حينئذ لا بعد فيه فلاحظ.