وينبغي أيضاً أن يبذل جهده في الحذر عن مكائد الشيطان وحبائله ومصايده التي منها إدخال العجب في نفس العابد ، وهو من موانع قبول العمل ، ومن موانع القبول أيضاً حبس الزكاة وسائر الحقوق الواجبة ، ومنها الحسد والكبر والغيبة ، ومنها أكل الحرام وشرب المسكر ، ومنها النشوز والإباق ، بل مقتضى قوله تعالى ( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) عدم قبول الصلاة وغيرها من كل عاص وفاسق.
وينبغي أيضاً أن يجتنب ما يوجب قلة الثواب والأجر على الصلاة كأن يقوم إليها كسلاً ثقيلاً في سكره النوم أو الغفلة أو كان لاهياً فيها أو مستعجلاً أو مدافعاً للبول أو الغائط أو الريح أو طامحاً ببصره الى السماء ، بل ينبغي أن يخشع ببصره شبه المغمض للعين ، بل ينبغي أن يجتنب كل ما ينافي الخشوع وكل ما ينافي الصلاة في العرف والعادة وكل ما يشعر بالتكبر أو الغفلة.
وينبغي أيضاً أن يستعمل ما يوجب زيادة الأجر وارتفاع الدرجة كاستعمال الطيب ولبس أنظف الثياب والخاتم من عقيق والتمشط والاستياك ونحو ذلك.
______________________________________________________
الحاضر ، ومن البيّن أنّ ظاهر الأمر المتعلق بالأذان هو الإتيان به على النهج المألوف الموصوف بالعربي الصحيح كما هو الحال في أذان الصلاة ، فلا يتحقق الامتثال بالملحون في كلا الموردين بمناط واحد.
هذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الجزء والحمد لله رب العالمين أوّلاً وآخراً وصلى الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطاهرين ، ويليه الجزء الثالث مبتدئاً بفصل « واجبات الصلاة » إن شاء الله تعالى. وكان الفراغ في اليوم الرابع من شهر شعبان المعظم سنة سبع وثمانين بعد الألف والثلاثمائة (١٣٨٧) من الهجرة النبوية في جوار القبّة العلوية على مهاجرها ومشرّفها آلاف الثناء والتحية.
على يد محرّرة المفتقر إلى عفو ربه ورحمته مرتضى بن علي محمد البروجردي أصلاً ، والنجفي مولداً ومسكناً ومدفناً إن شاء الله تعالى.