سورة الحديد
١ ـ (أَلَم يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ
وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم
وَكَثِيرٌ مِنهُم فَاسِقُونَ * اِعلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ
لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ) (١)
قال في كتاب الغيبة (٢) ونحوه في تأويل الآيات (٣) نقلاً عن الشيخ المفيد عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : «نزلت هذه الآية في سورة الحديد : (وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ) في أهل زمانه الغيبة ، وإنّما الأمد أمد الغيبة ثمّ قال : عزّوجلّ : (أَنَّ اللّهَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا) فإنّه أراد عزّوجلّ يا أمّة محمّد أو يا معشر الشيعة لا تكونوا كالّذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد ، فتأويل هذه الآية جاء في أهل زمان الغيبة وأيّامها ، دون غيرهم من أهل الأزمنة ، وإنّ اللّه تعالى نهى الشيعة عن الشكّ في حجّة اللّه تعالى أو أن يظنوا أنّ اللّه تعالى يُخلي أرضه منها طرفة عين ، كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام في كلامه لكميل بن زياد : «بلى اللهمّ لا تخلو الأرض من حجّة اللّه إمّا ظاهرٌ معلوم أو خائف مغمور ، لئلاّ تبطل حجج اللّه وبيّناته» ، وحذّرهم من أن يشكوا ويرتابوا فيطول عليهم الأمد فتقسوا قلوبهم».
ثمّ قال عليهالسلام : «ألا تسمع قوله تعالى في الآية التالي لهذه الآية : (اِعلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ) أي يحييها اللّه بعدل
_________________
وكتاب الغيبة للنعماني : ص ٢٤٢ باب : (١٣) ح ٣٩ باختصار.
١ ـ (١٦ ـ ١٧ / الحديد / ٥٧).
٢ ـ الغيبة للنعماني : ص ٢٤.
٣ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٦٦٢ ح ١٤.