أنا القائم وأنا الَّذي أخرج في آخر الزمان
٥ ـ عن راشد الهمداني ، قال (ما ملخّصه) : لمّا انصرفت من الحجّ ظللت الطريق فوقعت في أرض خضراء نصرة وتربتها أطيب تربة وفيها فسطاطاً ، فلمّا بلغته رأيت الخادمين وقالا : إجلس ، فقد أراد اللّه بك خيراً ، فدخل أحدهما ثمّ خرج فقال : اُدخل ، فدخلت فإذا فتى جالس وقد علّق فوق رأسه سيف طويل فسلّمت عليه ، فردّ السَّلام عليَّ فقال : «من أنا؟» فقلت : لا أعلم.
فقال : «أنا القائم ، أنا الَّذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف فأملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».
فسقطت على وجهي ، فقال : «لا تسجد لغير اللّه ، إرفع رأسك وأنت راشد من بلد همدان ، أتحبّ أن ترجع إلى أهلك».
قلت : نعم ، وناولني صرة وأومىء إلى الخادم فهو مشى معي خطوات ، فرأيت أسد آباد ، فقال : هذه أسد آباد امض يا راشد ، فالتفتّ فلم أره ، فدخلت أسد آباد وفي الصرّة خمسون ديناراً ، فدخلت همدان وبشّرت أهلي ، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير (١).
__________________
١ ـ كمال الدين : ص ٤٥٣ باب : (٤٣) ح ٢٠.