هذا واللّه صاحب العصر والزَّمان
٦ ـ وعن أبي نعيم الأنصاري الزيدي ، قال : كنت بمكّة عند المستجار وجماعة من المقصّرة ، وفيهم المحمودي وعلاّن الكليني وأبو الهيثم الديناري وأبو جعفر الأحول الهمداني ، وكانوا زهاء ثلاثين رجلاً ، ولم يكن منهم مخلص علمته غير محمّد بن القاسم العلوي العقيقي ، فبينما نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومئتين ، إذ خرج علينا شابٌّ من الطواف عليه ازاران محرم بهما ، وفي يده نعلان ، فلمّا رأيناه قمنا جميعاً هيبةً له ، فلم يبق منّا أحد إلّا قام وسلّم عليه ، ثمّ قعد والتفت يميناً وشمالاً ، ثمّ قال : «أتدرون ما كان أبو عبداللّه عليهالسلام يقول : في دعائه؟» (١).
قلنا : وما كان يقول؟
قال : «كان يقول : اللهمّ إنّي أسألك باسمك الَّذي به تقوم السَّماء ، وبه تقوم الأرض وبه تفرق بين الحقّ والباطل ، وبه تجمع بين المتفرِّق ، وبه تفرّق بين المجتمع ، وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً».
ثمّ نهض فدخل الطواف ، فلمّا كان الغد في ذلك الوقت خرج علينا من الطواف فقمنا كقيامنا الأوّل ، جلس في مجلسه متوسطاً ، ثمّ نظر يميناً وشمالاً ، وقال : «أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليهالسلام يقول بعد صلاة الفريضة؟».
قلنا : وما كان يقول؟
قال : «كان يقول : اللهمّ إليك رفعت الأصوات ، ودعيت الدعوات ، ولك عنت الوجوه ، ولك خضعت الرقاب ، وإليك التحاكم في الأعمال ، ياخير مسئول وخير
__________________
١ ـ كمال الدين : ص ٤٧٠ باب : (٤٣) ح ٢٤.