حزيناً على فراقه وبت في ليلتي تلك ، فرأيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام فقال : «يا محمودي رأيت طلبتك فهو صاحب زمانكم» فقلت : ومن ذاك يا سيّدي؟ فقال : «الَّذي رأيته في عشيّتك».
فلمّا سمعنا ذلك منه ، عاتبناه على ألّا يكون أعلمنا ذلك ، فذكر أنّه كان ناسياً أمره إلى وقت ما حدّثناه.
رأيت الإمام المهديّ عليهالسلام
في خيمة قد أشرقت الأرض بنوره
٧ ـ عن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي ، قال (ما ملخّصه) : قدمت المدينة ومكّة لطلب صاحب الزَّمان فبينا أنا في الطواف قال لي رجل اسمر اللون : من أيّ البلاد أنت؟
قلت : من الأهواز.
قال : أتعرف إبراهيم بن مهزيار؟
قلت : أنا هو ، فعانقني ، فقلت له : هل تعرف من أخبار صاحب الزَّمان؟
قال لي : فارتحل معي إلى الطائف في خفية من أصحابك.
فمشينا إلى الطائف من رملة إلى رملة حتّى وصلنا إلى الفلاة ، فبدت لنا خيمة قد أشرقت بها الرمال وتتلألأ بها تلك البقاع ، ثمّ أسرعنا حتّى وصلنا إليها ، فبالإذن دخلت على صاحب الزَّمان عليهالسلام قال لي : «مرحباً بك يا أبا إسحاق».
فقلت : بأبي وأمّي ما زلت أتفحّص عن أمرك بلداً فبلد ـ حتّى مَنَّ اللّه علَيَّ بمن أرشدني إليك ، ثمّ قال : «يا أبا إسحاق ، ليكن هذا المجلس مكتوماً عندك».
قال إبراهيم : فمكثت عنده حيناً اقتبس منه موضحات الأعلام ونيّرات الأحكام ، فاذن لي في الرجوع إلى الأهواز ، وأردفني من صالح دعائه ما يكون