ذخراً عند اللّه لي ولعقبي وقرابتي ، وعرضت عليه مالاً كان معي يزيد على خمسين ألف درهم ، سألته أن يتفضّل بقبوله ، فتبسّم وقال : «يا أبا إسحاق ، استعن به على منصرفك ولا تحزن لا عراضنا عنه ، وبارك اللّه فيما خولك ، وادام لك ما حولك ، وكتب لك أحسن ثواب المحسنين واستودعه نفسك وديعة لا تضيع بمنّه ولطفه ، إنشاء اللّه تعالى» (١).
الإمام المهديّ عليهالسلام يأمر ببناء مسجد جمكران
٨ ـ جاء في كتاب مونس الحزين (٢) عن سبب بناء المسجد المقدّس ـ في مدينة قم ـ في جمكران بأمر الإمام عليهالسلام على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثله الجمكراني ، قال :
كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وسبعين (٣) وثلاثمئة ، نائماً في بيتي ، فلمّا مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من النّاس على باب بيتي فأيقظوني ، وقالوا : قم وأجب الإمام المهديّ صاحب الزَّمان ، فإنّه يدعوك.
قال : فقمت وتعبّأت وتهيّأت ، فقلت : دعوني حتّى ألبس قميص ، فإذا بنداء من جانب الباب : «هو ما كان قميصك» فتركه وأخذت سراويلي ، فنودي : «ليس ذلك منك فخذ سراويلك» فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته ، فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه ، فنودي : «الباب مفتوح».
فلمّا جئت إلى الباب ، رأيت قوماً من الأكابر فسلّمت عليهم ، فردّوا ورحّبوا بي ، وذهبوا بي إلى موضع ، هو المسجد الآن ، فلمّا أمعنت النظر رأيت أريكة
__________________
١ ـ كمال الدين : ص ٤٤٥ ح ١٩.
٢ ـ مونس الحزين في معرفة الحقّ واليقين ، من مصنّفات أبي جعفر محمّد بن بابويه القمي رحمه الله.
٣ ـ في النسخة : «وتسعين» ولا ريب أنّه مصحف.