الإمام المهديّ عليهالسلام في حرم العسكريّين عليهماالسلام
١١ ـ حدّثني الأخ الصفي المذكور عن المولى السلماسي رحمهالله قال : صلّينا مع السيّد مهديّ بحر العلوم في داخل حرم العسكريّين عليهماالسلام ، فلمّا أراد النهوض من التشهّد إلى الركعة الثالثة ، عرضته حالة فوقف هنيئة ثمّ قام.
ولمّا فرغنا تعجّبنا كلّنا ، ولم نفهم ما كان وجهه ، ولم يجترء أحد منّا على السؤال عنه ، إلى أن أتينا المنزل ، واُحضرت المائدة ، فأشار إليَّ بعض السادة من أصحابنا أن أسأله منه ، فقلت : لا وأنت أقرب منّا ، فالتفت رحمهالله إليَّ وقال :
فيم تقاولون؟ قلت ـ وكنت أجسر النّاس عليه ـ : إنّهم يريدون الكشف عمّا عرض لكم في حال الصّلاة.
فقال : إنّ الحجّة ـ عجّل اللّه تعالى فرجه ـ دخل الروضة للسَّلام على أبيه عليهالسلام فعرضني ما رأيتم من مشاهدة جماله الأنور إلى أن خرج منها (١).
الإمام المهديّ عليهالسلام
في منزل العلاّمة بحر العلوم رحمهالله
١٢ ـ نقل عن ناظر أمور السيّد في أيّام مجاورته بمكّة ، قال : كان السيّد بحر العلوم رحمهالله مع كونه في بلد الغربة منقطعاً عن الأهل والأخوة ، قويّ القلب في البذل والعطاء ، غير مكترث بكثرة المصارف ، فاتّفق في بعض الأيّام أن لم نجد إلى درهم سبيلاً فعرّفته الحال ، وكثرة المؤنة ، وانعدام المال ، فلم يقبل شيئاً ، وكان دأبه
__________________
١ ـ جنة المأوى للمحدّث النوري : المطبوع ، في آخر ترجمة الإمام المهديّ عليهالسلام من بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ٢٣٧ ، الحكاية الحادية عشرة.