الوصول إلى القافلة وسقي الماء العذب
ببركة الإمام المهدي عليهالسلام
١٦ ـ حدّثني رجل من أهل الإيمان يقال له : الشيخ قاسم ، وكان كثير السفر إلى الحجّ قال : تعبت يوماً من المشي ، فنمت تحت شجرة ، فطال نومي ومضى عنّي الحاجّ كثيراً ، فلمّا انتبهت علمت من الوقت أنّ نومي قد طال وأنّ الحاجّ بَعُدَ عنّي ، وصرت لا أدري إلى أين أتوجّه ، فمشيت على الجهة وأنا أصيح بأعلى صوتي : يا أبا صالح قاصداً بذلك صاحب الأمر عليهالسلام كما ذكره ابن طاووس في كتاب الأمان فيما يقال عند اضلال الطريق.
فبينا أنا أصيح كذلك وإذا براكب على ناقة وهو على زيّ البدو ، فلمّا رآني قال لي : أنت منقطع عن الحاجّ؟ فقلت : نعم ، فقال : اركب خلفي لألحقك بهم ، فركبت خلفه ، فلم يكن إلّا ساعة وإذا قد أدركنا الحاجّ ، فلمّا قربنا أنزلني وقال لي : إمض لشأنك.
فقلت له : إنّ العطش قد أضرّ بي ، فأخرج من شداده ركوة فيها ماء ، وسقاني منه ، فواللّه إنّه ألذُّ وأعذب ماء شربته.
ثمّ إنّي مشيت حتّى دخلت الحاجّ والتفتُّ إليه فلم أره ، ولا رأيته في الحاجّ قبل ذلك ولا بعده ، حتّى رجعنا (١).
__________________
١ ـ جنة المأوى للمحدّث النوري : المطبوع ، في آخر ترجمة الإمام المهديّ عليهالسلام من بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ٣٠٠ ، الحكاية الخمسون.