على نحو الاستقلال ، فلا يكون وجوب الوفاء بهذا الفرد من العقد مربوطاً بفرد آخر ... وهكذا ، وهذا واضح ، ولكن المستفاد منه عرفاً بالاضافة إلى الوفاء الذي تعلق به الأمر هو العموم المجموعي ، لا الاستغراقي ، لوضوح أنّ الوجوب الثابت للوفاء بكل فرد من أفراد العقد في جميع الآنات والأزمنة وجوب واحد مستمر ، وليس الثابت في كل آنٍ وزمان وجوباً غير وجوب الوفاء الثابت له في زمان آخر.
وكذا المستفاد عرفاً من إطلاق الآية الثانية والثالثة وإن كان هو العموم الاستغراقي بالاضافة إلى الأفراد العرضية والطولية من البيع والتجارة ، إلاّ أنّ الحلية الثابتة لكل فردٍ من أفراد البيع في جميع الآنات والأزمنة حلية واحدة مستمرة ، وليس الثابت له في كل آن وزمان حلية غير الحلية الثابتة له في آن آخر وزمان ثانٍ ... وهكذا ، ضرورة أنّ ثبوت الحلية له في كل آن وزمان لغو محض ، وكذا الحال في الطهارة والنجاسة ونحوهما ، فانّ الطهارة الثابتة لشيء في جميع الآنات والأزمنة طهارة واحدة مستمرة وليس الثابت له في كل آن طهارة واحدة ، وهكذا الأمر في النجاسة وغيرها.
وهذا بخلاف الاطلاق في طرف النهي فانّ المتفاهم العرفي منه كما أنّه ثبوت الحرمة لكل فرد من أفراد المنهي عنه ، كذلك ثبوت الحرمة له في كل زمان من الأزمنة وآن من الآنات ، كما تقدّم بشكل واضح.
ولكن لشيخنا الاستاذ قدسسره (١) في المقام كلام ، وهو أنّ انحلال النهي بالاضافة إلى الأفراد العرضية إنّما هو من جهة أخذ ترك الطبيعة حال تعلق الطلب به فانياً في معنوناته التي هي عبارة عن ترك كل واحد من تلك الأفراد
__________________
(١) أجود التقريرات ٢ : ١٢٢