( قدسسره ) من أنّ كلمة اللام لم توضع للدلالة على معنى وإنّما هي للتزيين فحسب خاطئ جداً ولا واقع موضوعي له على إطلاقه ، وإنّما يتم في خصوص العهد الذهني فقط.
ومنها : الجمع المعرّف باللام ذكر المحقق صاحب الكفاية قدسسره (١) أنّ دلالته على العموم لا تخلو من أن تكون من جهة وضع المجموع لذلك ، أو وضع خصوص كلمة اللام لها ، يعني أنّها إذا دخلت على الجمع تدل على ذلك. وأمّا ما ذكره بعض الأصحاب من أنّ كلمة اللام بما أنّها موضوعة بازاء التعريف والاشارة فلا بدّ أن يراد جميع أفراد مدخولها حيث لا تعيين لسائر مراتبها ـ الافراد ـ إلاّتلك المرتبة يعني المرتبة الأخيرة ، فهو غير تام ، وذلك لأنّه كما أنّ لتلك المرتبة تعيناً في الواقع كذلك للمرتبة الاولى وهي أقل مرتبة الجمع. فاذن لا دليل على تعيين تلك دون هذه ، هذا.
ولكنّ الظاهر أنّ ما ذكره هذا البعض هو الصحيح ، والسبب فيه ما ذكرناه في ضمن البحوث السالفة من أنّ هذه المرتبة أي أقل مرتبة الجمع أيضاً لا تعيّن لها في الخارج وإن كان لها تعيين بحسب مقام الارادة ، فانّ الثلاثة التي هي أقل مرتبة الجمع تصدق في الخارج على الأفراد الكثيرة ولها مصاديق متعددة فيه كهذه الثلاثة وتلك وهكذا.
وبكلمة اخرى : أنّ كل مرتبة من مراتب الأعداد كالثلاثة والأربعة والخمسة والستة وهكذا ، كان قابلاً للانطباق على الأفراد الكثيرة في الخارج فلا تعيّن لها فيه ، حيث إنّا لا نعلم أنّ المراد منها فيه هذه الثلاثة أو تلك وهكذا. نعم ، لها تعيّن في افق النفس وفي إطار الارادة دون افق الخارج وإطاره ، هذا
__________________
(١) كفاية الاصول : ٢٤٥.