كون المشتقّ موضوعاً للأعمّ اثباتاً (١) ( انتهى ملخّص كلامه ).
أقول : يرد عليه امور :
الأوّل : أنّه سيأتي أنّ المشتقّ أمر مركّب ، ومنشأ القول بالبساطة هو الخلط بين المسائل الفلسفيّة واللّفظيّة فانتظر ( هذا إشكال في المبنى ).
الثاني : أنّ قوله في صدر كلامه « إنّا إن قلنا بالتركّب يكون الركن الركين في المشتقّ هو الذات ويكفي في انتساب المبدأ التلبّس في الجملة » دعوى بلا دليل بل معنى تركيب المشتقّ من الذات والمبدأ دخل كلّ واحد منهما في قوام المشتقّ في الجملة ، وأمّا كون أحدهما ركناً والآخر غير ركن فهو أوّل الكلام.
الثالث : أنّ تصوّر قدر جامع بين المتلبّس والمنقضي عنه التلبّس أمر سهل جدّاً ، نظير عنوان « من تلبّس بالمبدأ في الجملة » وهو أعمّ ممّن تلبّس بالمبدأ في الحال ومن تلبّس به في الماضي وانقضى عنه التلبّس.
١ ـ التبادر ، أي تبادر الأعمّ من المتلبّس والمنقضي عنه التلبّس فيما إذا أطلق المشتقّ ، كما يتبادر من « المضروب » المضروب في الآن والمضروب في ما قبل ، وهكذا بالإضافة إلى « القاتل » و « الزاني » و « السارق » فيتبادر من كلّ واحد منهما المعنى الأعمّ.
الجواب : إنّ تبادر المعنى الأعمّ من هذه الألفاظ لم ينشأ من حاقّ اللفظ بل نشأ من قرينية المبدأ كما مرّ في تحرير محلّ النزاع ، ومرّ أيضاً إنّ محلّ البحث ما يكون مبدأه قابلاً للدوام والاستمرار وإن كان قابلاً للتكرار ، والأمثلة المذكورة ليست من هذا القبيل كما لا يخفى.
٢ ـ عدم صحّة سلب المشتقّ عمّن انقضى عنه المبدأ كما في « القاتل » و « المضروب » ونحوهما أيضاً ، فلا يصحّ القول بأنّ « شمراً ليس بقاتل الحسين عليهالسلام » مثلاً ، وعدم صحّة السلب دليل على الحقيقة.
__________________
(١) راجع فوائد الاصول : ج ١ ، ص ١٢٠ ، طبع جماعة المدرّسين.