معنى الأمر
وهو يستدعي بنفسه وقوع البحث في مقامين :
المقام الأوّل : في مادّة الأمر ( امَرَ )
المقام الثاني : في صيغة الأمر ( صيغة افعل ).
ولا يخفى لزوم التفكيك بين المقامين ، ومع الأسف وقع الخلط بينهما في كلمات القدماء من أصحابنا الاصوليين ، ولذا ترى صاحب المعالم رحمهالله استدلّ لدلالة صيغة الأمر على الوجوب بقوله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ... ) مع أنّ مدلوله إنّما هو دلالة مادّة الأمر على الوجوب ، ( على فرض دلالتها ).
ولا بدّ قبل الورود في أصل البحث تقديم مقدّمة في معنى المادّة ، فنقول : قد ذكر لكلمة الأمر معانٍ كثيرة :
١ ـ الطلب كما يقال : « أمره بكذا » أي طلب منه كذا.
٢ ـ الشأن كقولك : « هذا الأمر شغلني ».
٣ ـ الفعل كقوله تعالى : ( وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ) أي وما فعل فرعون برشيد.
٤ ـ الفعل العجيب كقوله تعالى : ( فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها ) ( في قصّة لوط ).
٥ ـ الشيء ، كقولك : رأيت اليوم أمراً عجيباً.
٦ ـ الحادثة كقولك : هل حدث أمر؟
٧ ـ الغرض كقولك : جاء بأمر كذا.
وقد اضيف إليها معانٍ تصل إلى خمسة عشر معنىً.