الأمر الخامس : في وضع المركّبات والهيئات
والظاهر أنّ المراد منه إنّه هل للمركّبات وضع خاصّ مضافاً إلى وضع مفرداتها وهيئاتها ، أو لا؟ مثلاً في جملة « زيد قائم » مضافاً إلى وضع كلّ واحد من « زيد » و « قائم » لمعنى خاصّ ، ومضافاً إلى وضع هيئة جملة المبتدأ والخبر لمعنى إخباري ، هل وضعت هذه الجملة بمجموع موادّها الخاصّة وهيئتها الخاصّة لمعنى إخباري خاصّ ، أو لا؟
فإن كان المقصود من العنوان هذا المعنى فلم يعرف له قائل ، مضافاً إلى ورود إشكالات كثيرة عليه.
الأوّل : إنّه يستلزم أوضاعاً غير متناهية في المركّبات لأنّه لا حصر ولا حدّ للجمل التركيبية ، ففي الجملة المركّبة من المبتدأ والخبر فقط يمكن تصوير مليون هيئة بتصوير الف مبتدأ تارةً والف خبر اخرى ، والعدد الحاصل من ضرب الألف في الألف هو المليون!
الثاني : أنّه يستلزم اللغويّة لأنّ وضعها بموادّها وهيئاتها وافٍ بتمام المقصود منها ، فلا حاجة إلى وضع آخر لها بجملتها كما لا يخفى.
الثالث : أنّه لا سبيل لنا إلى معرفة المعاني الموضوع لها في هذا القسم من الوضع ولا مرجع لنا حتّى نرجع إليه في سبيل تحصيلها كما نرجع لمعرفة معاني هيئات المفردات إلى علم الصرف ، ولمعرفة معاني مواد المفردات إلى كتب اللّغة ، ولمعرفة معاني هيئات الجمل إلى علم النحو.
الرابع : أنّه خلاف الوجدان ، حيث إنّا نكتفي في تشكيل قوالب جديدة من الجمل بخصوص وضع المفردات والهيئات ولا ننتظر وضعاً جديداً لهذا التركيب الجديد مضافاً إلى وضع مفرداته وهيئاته.
الخامس : ما أفاده في المحاضرات وغيره وهو أنّ هذا الوضع يستلزم منه انتقال معنى الجملة