أو أنّ دائرتها أوسع منها.
الثالث : في بيان ثمرة المسألة.
الرابع : في تعيين الوظيفة حين الشكّ في بعض الاستعمالات إذا شكّ في أنّ الألفاظ المستعملة فيها هل استعملت في هذه الموارد قبل صيرورتها حقيقة في المعاني الشرعيّة ، أو بعدها؟
فاستدلّ النافون بأصالة عدم النقل ، حيث إنّه أصل من الاصول العقلائيّة في باب الألفاظ التي تكون بحكم الأمارات وليست من الاصول التعبّديّة الشرعيّة لأنّ بناء العقلاء استقرّ على حمل الألفاظ على معانيها الأوّليّة إلاّ إذا ثبت نقلها بدليل.
واستدلّ المثبتون بوجوه عمدتها التبادر ، والمراد منه تبادر المعاني الخاصّة من تلك الألفاظ إلى أذهان معاصري النبي صلىاللهعليهوآله عند استعمالها من دون قرينة ، والتبادر علامة الحقيقة.
توضيحه : أنّ فهم الأصحاب المعاني الجديدة من هذه الألفاظ المستعملة في كلمات الرسول صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام ممّا لا ريب فيه ، وذلك لا يخلو من أحد وجوه ثلاثة : فإمّا أن يكون لوجود قرائن لفظيّة في البين ، أو لوجود قرائن حاليّة ، أو أنّه ناشٍ من ناحية الوضع ، ولا إشكال في أنّ لازم الأوّلين القول بأنّ القرائن ضاعت فلم تصل إلينا وهذا أمر مستبعد جدّاً ، فيتعيّن الأخير وهو المطلوب.
نعم هاهنا « سؤال » وهو أنّ منشأ هذا التبادر ما هو؟ فهل هو الوضع التعييني أو التعيّني؟
وجوابه : إنّ الوضع التعييني يستلزم الالتزام بأنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يصرّح وينصّ بأنّي وضعت هذا لهذا ، وذاك لذاك ، وهذا أيضاً أمر مستبعد جدّاً ، لأنّه لو كان لبان ، ونقل إلينا ، لتوفّر الدواعي على نقله ، فيتعيّن تكون المنشأ الوضع التعيّني ، وحينئذٍ يقع البحث في زمان تحقّق هذا الوضع ، أي زمان صيرورة المعنى المجازي حقيقيّاً لأنّه يحتاج إلى كثرة الاستعمال ، فيقع السؤال عن إنّه هل يكفي عصر الرسول صلىاللهعليهوآله لهذه الكثرة حتّى نلتزم بكونه زمان الوضع ، أو لا يكفي حتّى نلتزم بأنّ الوضع والتعيّن حصل في عصر المعصومين عليهمالسلام؟
هذا إذا كان نوع الوضع منحصراً في القسمين المذكورين ( التعيّني والتعييني ) ، لكن المحقّق