أنه لو لم يقدم عثمان على أحداث يوجب خلعه والبراءة منه لوجب على الصحابة أن ينكروا على من قصده من البلاد متظلما ، وقد علمنا أن بالمدينة قد كان كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار ولم ينكروا على القوم بل أسلموه ولم يدفعوا عنه ، بل أعانوا قاتليه ولم يمنعوا من قتله ، (١)
__________________
(١) روى البلاذري في الأنساب ٥ ـ ١٦٥ ، ٣٧٢ عن المدائني ، عن عبد الله بن فائد أنه قال : إني لأبغضهم. فقال سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان : تبغضهم لأنهم قتلوا أباك. قال : صدقت قتل أبي علوج الشام وجفاته وقتل جدك المهاجرون والأنصار.
وقال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ ـ ٩٢ : إن عشرة آلاف رجل قالوا : نحن قتلنا عثمان.
وجاء في كتاب صفين لابن مزاحم : ٢١٣ : أن عشرين ألفا أو أكثر قالوا : كلنا قتل عثمان.
وأورد ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ ـ ١٥٨ ، والمسعودي في مروج الذهب ٢ ـ ٦٢ ، وابن عساكر في تاريخه ٧ ـ ٢٠١ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء : ١٣٣ ، وابن عبد البر في الاستيعاب في الكنى : قال معاوية لأبي الطفيل عامر بن واثلة : أكنت ممن قتل عثمان أمير المؤمنين؟. قال : لا ، ولكن ممن شهده فلم ينصره. قال : ولم؟. قال : لم ينصره المهاجرون والأنصار.
وورد في تاريخ ابن عساكر ٦ ـ ٨٣ : أن القاضي أبا إسحاق سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف المدني الزهري المتوفى سنة ١٢٥ ه قال : إن أهل المدينة قتلوا عثمان. وفيه ٧ ـ ٣١٩ عن ابن مسلم الخولاني التابعي أنه قال : يا أهل المدينة! كنتم بين قاتل وخاذل.
أقول : بل لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدفع عن عثمان ولا ينكر ما يقال فيه إلا زيد بن ثابت وأبو أسيد الساعدي وكعب بن مالك وحسان بن ثابت الأنصاري ، واجتمع المهاجرون وغيرهم إلى علي عليهالسلام فسألوه أن يكلم عثمان ويعظه.
كما جاء في أنساب البلاذري ٥ ـ ٦ ، وتاريخ الطبري ٥ ـ ٩٧ ، والكامل لابن الأثير ٣ ـ ٦٣ ، وتاريخ أبي الفداء ١ ـ ١٦٨ ، وتاريخ ابن خلدون ٢ ـ ٣٩١ وغيرها.
وقال حسان بن ثابت ـ كما في مروج الذهب ١ ـ ٤٤٢ ـ :
خذلته الأنصار إذ حضر الموت |
|
وكانت ولاته الأنصار |
من عذيري من الزبير ومن طلحة |
|
إذ جاء أمر له مقدار |
فتولى محمد بن أبي بكر |
|
عيانا وخلفه عمار |
وعلي في بيته يسأل الناس |
|
ابتداء وعنده الأخبار |