أقول : وإذا كان أبو ذر رضوان الله عليه من الذي يحبهم الله وأمر رسوله بحبهم فإيذاؤه والإهانة به في حكم المعاداة لله ولرسوله ، وإذا كان أصدق الناس لهجة فحال من شهد عليه بالكذب والضلال معلوم ، وما اشتملت عليه القصة من منازعته مع أمير المؤمنين عليهالسلام وشتمه يكفي في القدح فيه ووجوب لعنه.
أنه ضرب عبد الله بن مسعود حتى كسر بعض أضلاعه ، وقد رووا في فضله في صحاحهم أخبارا كثيرة ، وكان ابن مسعود يذمه ويشهد بفسقه وظلمه.
قال (١) السيد رضي الله عنه في الشافي (٢) : قد روى كل من روى السيرة من أصحاب الحديث على اختلاف طرقهم أن ابن مسعود كان يقول : ليتني وعثمان برمل عالج يحثو علي وأحثو عليه (٣) حتى يموت الأعجز مني ومنه.
ورووا أنه كان يطعن عليه فيقال له : ألا خرجت إليه ليخرج (٤) معك؟!. فيقول : والله لأن أزاول جبلا راسيا أحب إلي من أن (٥) أزاول ملكا مؤجلا. وكان يقول في كل يوم جمعة بالكوفة جاهرا معلنا : إن أصدق القول كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدث بدعة ،
__________________
وما أغناك عما منعوك ... لا يؤنسنك إلا الحق ، ولا يوحشنك إلا الباطل ، فلو قبلت دنياهم لأحبوك ، ولو قرضت منها لأمنوك ». نهج البلاغة ـ محمد عبده ـ ٢ ـ ١٢ ـ ١٣ ، صبحي الصالح : ١٨٨ برقم ١٣٠ ، وانظر ما ذكره ابن أبي الحديد في ذيل كلامه ٧ ٨ ـ ٢٥٢ ـ ٢٦٢ [ ٢ ـ ٣٥٤ ـ ٣٥٨ ذا أربع مجلدات ].
(١) في ( ك ) : وقال.
(٢) الشافي ٤ ـ ٢٧٩ ـ ٢٨٠.
(٣) في المصدر : يحثي علي وأحثي عليه.
(٤) في الشافي : لنخرج.
(٥) لا توجد : أن ، في المصدر.