ما صنع بعمار بن ياسر رضياللهعنه الذي أطبق المؤالف والمخالف على فضله وعلو شأنه ، ورووا أخبارا مستفيضة دالة على كرامته وعلو درجته ـ.
قال السيد رضياللهعنه في الشافي (١) : ضرب عمار مما لم يختلف فيه الرواة وإنما اختلفوا في سببه.
فروى عباس بن (٢) هشام الكلبي (٣) ، عن أبي مخنف في إسناده أنه كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر ، فأخذ منه عثمان ما حلى به بعض أهله فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكل كلام شديد حتى غضب (٤) فخطب ، وقال (٥) : لنأخذن حاجتنا من هذا الفيء وإن رغمت أنوف أقوام. فقال له علي عليه السلام : إذا تمنع من (٦) ذلك ويحال بينك وبينه. فقال عمار : أشهد الله أن أنفي أول راغم من ذلك. فقال عثمان : أعلي يا ابن ياسر (٧) وسمية تجتري؟ خذوه .. فأخذوه ، ودخل عثمان فدعا به وضربه (٨) حتى غشي عليه ، ثم أخرج فحمل إلى منزل أم سلمة زوج النبي (ص) (٩) فلم يصل الظهر والعصر والمغرب ، فلما أفاق توضأ وصلى. وقال : الحمد لله ، ليس هذا أول يوم أوذينا فيه
__________________
(١) الشافي ٤ ـ ٢٨٩ ـ ٢٩١.
(٢) في المصدر : عن ، بدلا من : بن. وهو الظاهر.
(٣) كما أخرجه البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٤٨٠ ، والزهري ـ كما في الأنساب للبلاذري ٥ ـ ٨٨ ـ بألفاظ متقاربة.
(٤) في الشافي : أغضبوه. وكذا جاء في الأنساب للبلاذري.
(٥) في المصدر : فقال.
(٦) لا توجد : من ، في المصدر ، وجاءت في الأنساب.
(٧) في الأنساب : يا ابن المتكاء.
(٨) في المصدر والأنساب : فضربه.
(٩) زاد في الشافي : رحمة الله عليها.