عيني دمعا ..
إنه كان يؤثر أهل بيته بالأموال العظيمة من بيت مال المسلمين ، نحو ما روي (١) أنه دفع إلى أربعة من قريش زوجهم بناته أربعمائة ألفي دينار ، وأعطى مروان مائة ألف عند فتح إفريقية ، ويروى (٢) خمس إفريقية.
وروى السيد رضي الله عنه (٣) ، عن الواقدي بإسناده ، قال : قدمت إبل من إبل الصدقة على عثمان فوهبها للحارث بن الحكم بن أبي العاص (٤).
وروي أيضا أنه ولى الحكم بن أبي العاص صدقات قضاعة فبلغت ثلاثمائة
__________________
(١) بل أعطى عبد الله بن خالد بن أسيد ثلاثمائة ألف بعد أن زوجه ابنته ، كما ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد ٢ ـ ٢٦١ ، وابن قتيبة في المعارف : ٨٤ وغيرهما ، بل ذكر ابن أبي الحديد في شرحه ١ ـ ٦٦ [ أربع مجلدات ] : أنه أعطاه أربعمائة ألف درهم ، وانظر قول فريد وجدي في دائرة معارفه ٦ ـ ١٦٦ : وأنكح الحرث بن الحكم ابنته عائشة فأعطاه مائة ألف من بيت المال. ولاحظ ما جاء في السيرة الحلبية ٢ ـ ٨٧ ، والصواعق المحرقة ٢ ـ ٨٧ ، وفصلها بمصادرها شيخنا الأميني رحمهالله في غديره ٨ ـ ٢٦٧ ـ ٢٨٨.
(٢) قاله ابن عبد ربه في العقد الفريد ٢ ـ ٢٦١. وعد ابن قتيبة في المعارف : ٨٤ ، وأبو الفداء في تاريخه ١ ـ ١٦٨ ، وابن عبد ربه في العقد الفريد ٢ ـ ٢٦١ : مما نقم الناس على عثمان ، قطعه فدك لمروان ، ونقله ابن أبي الحديد في شرحه ١ ـ ٦٧ ، وصرح ابن قتيبة في المعارف : ٨٤ ، وأبو الفداء في تاريخه ١ ـ ١٦٨ ـ بعد ما مر ـ : وهي صدقة رسول الله ، ولم تزل فدك في يد مروان وبنيه إلى أن تولى عمر ابن عبد العزيز فانتزعها من أهله وردها صدقة.
(٣) الشافي ٤ ـ ٢٧٣ ـ ٢٧٤.
(٤) كما رواه البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٢٨ ، وقال في ٥ ـ ٥٢ : وأعطى الحارث بن الحكم بن أبي العاص ثلاثمائة ألف درهم. وقال ابن قتيبة في المعارف : ٤٨ ، والراغب في المحاضرات ٢ ـ ٢١٢ ، وابن عبد ربه في العقد الفريد ٢ ـ ٢٦١ ، وابن أبي الحديد في شرحه ١ ـ ٦٧ ، وغيرهم أنه : تصدق رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بموضع السوق بالمدينة يعرف بمهزون ( تهروز ، مهزور ) على المسلمين فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم. وقال الحلبي في سيرته ٢ ـ ٨٧ : أعطى عثمان الحارث عشر ما يباع في السوق ـ أي سوق المدينة ـ.