عثمان لما أحدث إحداثه ، كان إذا فرغ من الصلاة قام الناس ليرجعوا ، فلما رأى ذلك قدم الخطبتين واحتبس الناس للصلاة (١).
إحداثه الأذان يوم الجمعة زائدا على ما سنه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو بدعة محرمة ، ويعبر عنه تارة بـ : الأذان الثالث ، لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شرع للصلاة أذانا وإقامة فالزيادة ثالث ، أو مع صلاة الصبح ، وتارة بـ : الأذان الثاني ، والوجه واضح ، وهو ما يقع ثانيا بالزمان ، أو ما لم يكن بين يدي الخطيب ، لأنه الثاني باعتبار الإحداث سواء وقع أولا بالزمان أو ثانيا.
وقال ابن إدريس (٢) : ما يفعل بعد نزول الإمام.
وقد روى إحداث عثمان الأذان الثالث يوم الجمعة ابن الأثير في الكامل (٣) في حوادث سنة ثلاثين من الهجرة ، ورواه صاحب روضة الأحباب (٤) ، ورواه من
__________________
(١) وذكر قريب من هذا ابن حجر في فتح الباري ٢ ـ ٣٦١ ، ويعجبني نقل عبارته برمتها قال : أول من خطب قبل الصلاة عثمان ، صلى بالناس ثم خطبهم! ، فرأى ناسا لم يدركوا الصلاة ففعل ذلك ، أي صار يخطب قبل الناس ، وهذه العلة غير التي اعتل بها مروان ، لأن عثمان رأى مصلحة الجماعة في إدراكهم الصلاة ، وأما مروان فراعى مصلحتهم في إسماعهم الخطبة ، لكن قيل : إنهم كانوا في زمن مروان يتعمدون ترك سماع خطبته لما فيها من سب ما لا يستحق السب ، والإفراط في مدح بعض الناس! ، وانظر : ما ذكره في ٢ ـ ٣٥٩ ، وأورده الشوكاني في نيل الأوطار ٣ ـ ٣٦٢ و ٣٧٤.
وذكره السيوطي في الأوائل ، وتاريخ الخلفاء : ١١١ ، والسكتواري في محاضرات الأوائل : ١٤٥.
(٢) السرائر : ٦٤ ـ الحجرية ـ في صلاة الجمعة [ ١ ـ ٣٠٤ ـ طبعة جامعة المدرسين ] ، والعبارة ليست نصا.
(٣) الكامل ٣ ـ ٤٨ ، وأورده الطبري في تاريخه ٥ ـ ٦٨.
(٤) روضة الأحباب .. لاحظ : التعليقة رقم (٤) في صفحة : (٥٣٣) من المجلد السالف (٣٠).