وهذا يدل على قلة علمه ، وأنه كان يحكم بمجرد الظن والتخمين والحدس من غير ثبت ودليل (١) ، ومثل هذا لا يليق بإمامة المسلمين ورئاسة الدنيا والدين.
أنه هم بإحراق بيت فاطمة عليهاالسلام (٢) ، وقد كان فيه أمير المؤمنين وفاطمة والحسنان عليهمالسلام ، وهددهم وآذاهم مع أن رفعة شأنهم عند الله تعالى وعند رسوله (ص) مما لا ينكره أحد من البشر (٣) إلا من أنكر ضوء الشمس
__________________
وذكر ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ١ ـ ١٨١ [ ١ ـ ٦١ طبعة مصر ] : كان عمر يفتي كثيرا بالحكم ثم ينقضه ويفتي بضده وخلافه ، قضى في الجد مع الإخوة قضايا كثيرة مختلفة ، ثم خاف من الحكم في هذه المسألة فقال : من أراد أن يتقحم ( يقتحم ) جراثيم جهنم فليقل في الجد برأيه.
(١) وله عدة موارد في أقضية كان حكمه فيها مجرد رأي وتحكم وتضارب وتشتت ، قد مرت منها موارد وسيأتي منها موارد أخرى.
منها : ترك الخليفة القود ممن يستحقه محاباة ، كما أورده البيهقي في السنن الكبرى ٨ ـ ٣٢ ، والسيوطي في جمع الجوامع ، كما في ترتيبه ٧ ـ ٣٠٣ ، وغيرهما ، وجاء فيهما عدة وقائع. ونظيره ما رواه في كنز العمال ٧ ـ ٣٠٤.
ومنها : قضاؤه في قتل قاتل عفا عنه بعض أولياء الدم ، كما أورده الشافعي في كتابه الأم ٧ ـ ٢٩٥ ، والبيهقي في سننه ٨ ـ ٦٠ وغيرهما.
وانظر مسألة الكلالة في الطعن الثالث عشر.
(٢) قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة تحت عنوان : كيف كان بيعة علي بن أبي طالب (ع) ١ ـ ١٩ : إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي عليهالسلام فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم ـ وهم في دار علي عليهالسلام ـ فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب ، وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها. فقيل له فيها : يا أبا حفص! إن فيها فاطمة. فقال : وإن.
وجاء بلفظ آخر في كنز العمال ٣ ـ ١٣٩ ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة. وفيه : وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندكم إن أمرتهم أن يحرق عليهم الباب!.
(٣) وهذه فعاله وبين أيديهم هتاف النبي الأقدس : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.
وفي لفظ : يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها.
وفي ثالث : يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها.