أنه أبدع في الدين بدعا كثيرة :
منها : صلاة التراويح ، فإنه كانت بدعة (١) ، لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : أيها الناس! إن الصلاة بالليل في شهر رمضان من النافلة جماعة بدعة (٢) ، وصلاة الضحى بدعة ، ألا فلا تجمعوا ليلا في شهر رمضان في النافلة ، ولا تصلوا صلاة الضحى ، فإن قليلا في سنة خير من كثير في بدعة ، ألا وإن كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار (٣).
وقد روي أن عمر خرج في شهر رمضان ليلا فرأى المصابيح في المسجد ، فقال : ما هذا؟. فقيل له : إن الناس قد اجتمعوا لصلاة التطوع ، فقال : بدعة ونعمت البدعة (٤).
وقد روي أن أمير المؤمنين عليه السلام لما اجتمعوا إليه بالكوفة فسألوه أن
__________________
(١) نص الباجي والسيوطي والسكتواري وغيرهم على أن أول من سن التراويح عمر بن الخطاب ، كما في محاضرات الأوائل : ١٤٩ ـ طبع سنة ١٣١١ ـ و: ٩٨ ـ طبع سنة ـ ١٣٠٠.
وشرح المواهب للزرقاني ٧ ـ ١٤٩.
(٢) وكذا صرح الباجي والسيوطي والسكتواري وغيرهم بأن إقامة النوافل بالجماعات في شهر رمضان من محدثات عمر. انظر : طرح التثريب ٣ ـ ٩٢.
(٣) جاءت في الشافي ٤ ـ ٢١٩ ، وشرح ابن أبي الحديد ١٢ ـ ٢٨٣. وذيلها مستفيضة عند العامة وضرورية من ضروريات المذهب عند الخاصة. انظر : سنن أبي داود ٢ ـ ٢٦١ ، ومقدمة سنن ابن ماجة : ٤٦ ، وغيرهما.
(٤) ذيل الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ٤ ـ ٢١٨ في صلاة التراويح باب فضل من قام رمضان ، ومالك في الموطإ ١ ـ ١١٤ في الصلاة في رمضان باب ما جاء في قيام رمضان.
وأورده ابن الأثير في جامع الأصول ٦ ـ ١٢٢ حديث ٤٢٢٢ ، والقسطلاني في إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري ٥ ـ ٤ ، وقال : سماها بدعة لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يسن لهم الاجتماع لها ، ولا كانت في زمن الصديق ، ولا أول الليل ، ولا هذا العدد!.