الذهنيّة ، والتقابل بينهما تقابل العدم والملكة فالمطلق ما من شأنه أن يكون مقيّداً وبالعكس.
ما أفاده في تهذيب الاصول من أنّ مصبّ الإطلاق أعمّ من الطبائع والأعلام الشخصية وتجد الثاني في أبواب الحجّ كثيراً ، في الطواف على البيت واستلام الحجر والوقوف بمنى والمشعر (١).
أقول : كأنّه وقع الخلط بين نفس الكعبة ومنى والمشعر الحرام وبين الأفعال القائمة بها فهذه المواقف العظيمة وإن كانت اموراً جزئيّة شخصية ولكنّ الأفعال القائمة بها كالطواف والوقوف امور كلّية تصدق على كثيرين ويأتي فيها الإطلاق والتقييد ، فليس الإطلاق والتقييد وصفين لها بل هما وصفان لتلك الأفعال الكلّية.
إذا عرفت هذا فلنشرع في أصل مباحث المطلق والمقيّد فهيهنا مقامات :
وليس المراد منه معناه المنطقي بل المراد منه في المقام ما يقابل العلم الشخصي ، فيشمل الجواهر والأعراض والامور الاعتباريّة كلّها.
والمشهور أنّ الموضوع له فيه هو الماهيّة ، والماهيّة على أربعة أقسام : الماهيّة بشرط لا ، والماهيّة بشرط شيء ، ( وليس اسم الجنس واحداً منهما قطعاً ) ، والماهيّة اللابشرط القسمي ، والماهيّة اللاّبشرط المقسمي ، والفرق بينهما واضح لأنّ الأوّل ما كان اللحاظ فيه جزء الموضوع له ، والثاني عبارة عن ما ليس مشروطاً بشيء حتّى لحاظ أنّها لا بشرط.
ولا ينبغي الشكّ في أنّ المراد من المطلق هو اللاّبشرط المقسمي لأنّ اللاّبشرط القسمي
__________________
(١) تهذيب الاصول : ج ٢ ، ص ٦٣ ، طبع مهر.