المتولّد في تاريخ كذا وكذا بلا خلاف ، فما تقول فيها إذا اطلقت واريد منها الماهيّة كما إذا قيل « زيد كان معدوماً ثمّ تولّد ».
إن قلت : الوجود مساوق للتشخّص والجزئيّة وهو ينافي كلّية اسم الجنس.
قلنا : المراد من الوجود هنا هو الوجود السعي وهو لا ينافي الكلّية لأنّه قدر جامع بين الوجودات الجزئيّة الخارجيّة ويكون وعائه الذهن لكن بما أنّه مرآة ومشير إلى تلك الوجودات ، وإن أبيت عن ذلك فاختبر نفسك عند طلب الماء مثلاً أو انظر إلى ظمآن بقيعة يطلب الماء ، فلا ريب في أنّه يطلب الماء الخارجي لا ماهيّته مع أنّه ليس في طلب ماء مشخّص معيّن بل يطلب مطلق الماء الخارجي أو جنس الماء الخارجي بوجوده السعي ، وليس المراد من الوجود السعي إلاّهذا.
فتلخّص من جميع ما ذكرنا أنّ الموضوع له في أسماء الأجناس هو الماهيات الموجودة في الخارج بوجودها السعي واتّضح أيضاً أنّ اسم الجنس قابل لأنّ يكون مصبّ الإطلاق والتقييد.
وفيه مذهبان :
المذهب الأوّل : ما ذهب إليه المحقّق الخراساني رحمهالله من أنّ حال علم الجنس كحال اسم الجنس عيناً فإنّ علم الجنس أيضاً موضوع عنده لنفس المعنى بما هو هو من دون لحاظ تعيّنه وتميّزه في الذهن من بين سائر المعاني حتّى يكون معرفة بسببه ، بل تعريفه لفظي ، أي يعامل معه معاملة المعرفة وهو نظير التأنيث اللفظي.
وأورد عليه كثير من الأعلام بأنّ الفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس ماهوي فإن اسم الجنس وضع لنفس الطبيعة بما هي هي ، وعلم الجنس موضوع للطبيعة بما هي متعيّنة متميّزة في الذهن من بين سائر الأجناس.
ولكن يرد على إيرادهم أنّه إن كان المراد من التميّز في الذهن فهذا يستلزم كون جميع أسامي الأجناس من أعلام الجنس لأنّ التميّز الذهني حاصل في جميعها ، مضافاً إلى أنّه ممّا لا محصّل له