والازراء عن أهل بلدهم ) والتحريف بتقديم كلمة أو آية أوتأخيرهما.
هذه هي الأقسام الخمسة الأصلية من التحريف.
ولا إشكال في وقوع التحريف المعنوي بكلا قسميه في مرّ التاريخ بأيدي الأعداء والطواغيت ، وفي يومنا هذا ببعض الطوائف الضالّين المضلّين المنحرفين.
أمّا التحريف اللفظي فالتحريف بالزيادة مجمع على بطلانه ولم يقل به أحد ، والظاهر أنّ سببه كون القرآن في حدّ من النظم والاعجاز بحيث لو اضيف إليه شيء يعرف عادةً ، وأمّا التحريف بالتغيير فهو ممنوع أيضاً بالنسبة إلى التغيير بالحركة والاعراب إن قلنا بتواتر القراءات السبعة وأنّ جميعها نزل بها الروح الأمين وأنّ سلسلة إسنادها تصل إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وأمّا إن قلنا بأنّ القرآن نزل على قراءة واحدة فلا يمكن نفس هذا النوع لأنّه كان على قراءة واحدة في السابق وصار الآن على قراءات سبعة ، ومنشأ هذا أنّه كان يكتب بلا إعراب ثمّ اعربت ألفاظها في الأزمنة اللاحقة فوقع فيه هذا الاختلاف قهراً.
بقى التحريف بالنقصان أو بتغيير كلمة أو حرف ، وهو المشهور في محلّ النزاع ومحوراً للبحث في الكلمات فقد يقال بوقوعه في القرآن إمّا بنقصان كلمة ككلمة « يا أيّها الرسول » أو بنقصان آية أو سورة أو سورتين ، أو نقصان ثلث الكتاب أو أكثر من ذلك بما يأتي فيه من الأقوال والاستدلالات.
المشهور والمعروف بين الفريقين عدم وقوع التحريف مطلقاً في القرآن ، ومنهم قالوا بوقوعه ، ولذلك نقول في جواب من نسب التحريف من أهل العامّة إلى الشيعة : إن كان المراد الشاذّ منهم فلا فرق بين الشيعة والسنّة لأنّ شاذّاً من السنّة أيضاً قالوا بالتحريف ، وإن كان المقصود جمهور المحقّقين من الشيعة فهو كذب ومخالف لتصريحات أكابر علمائهم من المتأخّرين والقدماء كالشيخ الصدوق والمفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي والطبرسي قدّس الله أرواحهم.
فقال الشيخ المفيد رحمهالله رئيس المذهب في أوائل المقالات : « أنّه قال جماعة من أهل الإمامة أنّ القرآن لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف