التمسّك بالعام في الشبهات المفهوميّة للمخصّص
ربّما يكون المخصّص مجملاً مفهوماً وهو على أربعة أقسام ، فتارةً يكون متّصلاً بالعام ، واخرى يكون منفصلاً عنه ، وكلّ منها تارةً يكون إجماله لأجل الدوران بين الأقل والأكثر بأن علم في مثل « أكرم العلماء إلاّ الفسّاق » أو « لا تكرم فسّاقهم » إنّ مرتكب الكبيرة فاسق قطعاً ، ولم يعلم أنّ المصرّ على الصغيرة أيضاً فاسق أو لا؟ واخرى يكون إجماله لأجل الدوران بين المتباينين بأن لم يعلم في مثل « أكرم العلماء إلاّزيداً » أو « لا تكرم زيداً » إنّ زيداً هل هو زيد بن خالد أو زيد بن بكر؟
والمحقّق الخراساني رحمهالله قد فصّل بين هذه الأربعة وتبعه في تهذيب الاصول وقال بعدم جواز التمسّك بالعام في ثلاثة منها ، وهي صورتا المتّصل وصورة المتباينين في المنفصل ، وبجوازه في
خصوص المخصّص المنفصل إذا دار أمره بين الأقل والأكثر.
ولا يخفى أنّ المراد من جواز التمسّك وعدمه أو سراية الإجمال إلى العام وعدمها هو سرايته بالنسبة إلى خصوص الفرد المشكوك وفي دائرة الشكّ لا بالنسبة إلى غيرها كما هو واضح.
واستدلّ المحقّق الخراساني رحمهالله لما ذهب إليه من التفصيل بوجهين : أحدهما : بالنسبة إلى المخصّص المتّصل ، والثاني : بالنسبة إلى المنفصل.
أمّا في المتّصل سواء كان إجماله لأجل الدوران بين الأقل والأكثر أو بين المتباينين فاستدلّ لعدم الجواز بأنّ العام حينئذٍ ممّا لا ظهور له في الفرد المشكوك أصلاً فضلاً عن أن يكون حجّة فيه إذا كان المجمل المتّصل بالعام ممّا يمنع عن انعقاد الظهور للعام إلاّفيما علم خروجه عن المخصّص على كلّ حال.
وأمّا في المنفصل إذا كان إجماله لأجل الدوران بين المتباينين فاستدلّ له بأنّ العام وإن كان