بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ) الذي مرّ في تفسيره أنّه نهى عن الاضرار بالورثة بإقراره بدَين ليس عليه ، دفعاً لهم عن ميراثهم ، وقوله تعالى : ( وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) لأنّه نهي عن الاضرار بالمطلّقات والتضييق عليهنّ في النفقة والسكنى طلباً للاضرار بهنّ.
هذا كلّه في الآيات.
وهكذا الروايات ، فإنّ معنى قوله صلىاللهعليهوآله « أنت رجل مضارّ » في قضيّة سمرة الوارد في بعض الطرق ، وقوله صلىاللهعليهوآله : « ما أراك ياسمرة إلاّمضارّاً » في طريق آخر ، إنّما هو التعمّد على الضرر مع عدم منفعة عقلائيّة في عمله ، وهكذا رواية ابن حمزة الغنوي لأنّ الوارد فيها : « إذا إزدادت القيمة بالبرء ومع ذلك طلب الرأس والجلد فليس إلاّلقصد الاضرار بصاحبه ».
فظهر أنّ المستفاد من موارد استعمالات هذه الصيغة في الكتاب والسنّة إنّما هو الاضرار العمدي بما لا ينتفع به.
وأمّا كونه بمعنى الضيق كما ذكره في القاموس فإن كان المراد منه هو ما ذكر ، فبها ، وإلاّ فإن كان المراد منه الايقاع في الكلفة والحرج في مقابل الضرر الذي هو إيراد نقص في الأموال والأنفس فهو أيضاً ممّا لا يمكن المساعدة عليه لعدم كونه ملائماً موارد استعماله كما لا يخفى.
هذا تمام الكلام في مفاد كلمتي « الضرر » و « الضرار ».
إذا عرفت ذلك كلّه فلنرجع إلى معنى الحديث والأقوال الواردة فيه ، فنقول ومن الله سبحانه نستمدّ التوفيق والهداية : منشأ الخلاف فيها أنّ كلمة « لا » الواردة في الحديث هل هى ناهية أو نافية ، فبناءً على كونها نافية يحتمل فيه ثلاثة وجوه لكلّ واحد منها قائل من الأصحاب ، فأحدها ما قال به الشيخ الأعظم الأنصاري رحمهالله ، والثاني ما ذهب إليه المحقّق الخراساني رحمهالله ، والثالث ما نقله الشيخ الأعظم رحمهالله ، عن بعض الفحول ولم يسمّه ، وبناءً على أنّها ناهية يوجد في معنى الحديث قولان : أحدهما قول العلاّمة شيخ الشريعة رحمهالله ، والثاني ما ذهب إليه في تهذيب الاصول فتصير الأقوال خمسة :
أمّا القول الأوّل ، أي ما ذهب إليه الشيخ الأنصاري رحمهالله فهو أن تكون « لا » نافية ، ويراد