القرعة باسم زكريا الذي لا ريب في كونه أفضل من غيره في ذلك الزمان ، نعم أنّه كان بملاك رفع التنازع بين الأحبار أيضاً ، فاجتمع الملاكان فيه ولا منافاة بينهما.
إنّ روايات القرعة على طائفتين : طائفة يستفاد منها أنّ ملاك حجّية القرعة هو أماريتها وكاشفيتها عن الواقع وهى رواية أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام (١) ورواية زرارة (٢) ورواية العياشي عن أبي جعفر في حديث يونس (٣) ورواية عبّاس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام (٤) ورواية سماعة (٥) ، وطائفة يستفاد منها بالصراحة إنّ ملاكها حفظ العدالة.
ويمكن الجمع بينهما بأنّ الطائفة الاولى ناظرة إلى الموارد التي يكون الواقع فيها مجهولاً ، والطائفة الثانية ناظرة إلى ما لا واقع لها ، وحينئذٍ تكون القرعة أمارة في الموارد الاولى كما يشهد بها لسان ما وردت من الأدعية في الطائفة الاولى ، نظير ما ورد في حديث سماعة : « اللهمّ ربّ السموات السبع وربّ الأرضين السبع وربّ العرش العظيم ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، أيّهما كان صاحب الدابّة وهو أولى بها فأسألك أن يقرع ويخرج سهمه » وما ورد في بعض الروايات : « اللهمّ أنت الله لا إله إلاّ أنت عالم الغيب والشهادة ... وبيّن لنا أمر هذا المولود » (٦) وفي بعضها الآخر : « ما من قوم فوّضوا أمرهم إلى الله عزّوجلّ وألقوا سهامهم إلاّخرج السهم الأصوب » (٧).
إنّا لم نظفر بما إشتهر في ألسنة المعاصرين من التعبير بـ « القرعة لكلّ أمر مشكل » في ما
__________________
(١) من الروايات التي نقلناها في القواعد ، المجلّد الثاني ، تحت عنوان الروايات العامّة ، ح ١.
(٢) المصدر السابق : ح ٣.
(٣) المصدر السابق : ح ٧.
(٤) المصدر السابق : ح ٨.
(٥) ح ١ ، من الطائفة الاولى من الروايات التي نقلناها في القواعد تحت عنوان الروايات الخاصّة.
(٦) وهى صحيحة الفضيل بن يسار المروية في الكافي والتهذيب فراجع عوائد الأيّام : ص ٢٢٥.
(٧) حديث عبّاس بن هلال.