الدّرس العشرون
في الحسنات بعد السّيّئات
هذا العنوان يرجع إلى مسألة التكفير ، وهي مسألة كلاميّة.
ويمكن البحث فيها أخلاقيّاً أيضاً ، فإنّ إتيان الإنسان بحسنةٍ بعد كلّ سيّئةٍ لأجل تكفيرها وتطهير النفس عن الرجز الحاصل منها كاشف عن حالة يقظةٍ للنفس وصلاحها ، وهو يمنعها عن حدوث حالة الغفلة والقسوة فيها ، والمواظبة على هذا النحو من النظافة والنزاهة تورث ملكة المراقبة وتزكية النفس ، وهي من أفضل الملكات.
وقد ورد في الكتاب العزيز : أنّ ( الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) (١).
وأنّ (مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ) (٢).
وأنّ ( مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (٣).
____________________________
١) هود : ١١٤.
٢) الفرقان : ٧٠.
٣) النّمل : ١١.