الدّرس الثّاني والعشرون
في الاستعداد للموت
من الأمور التّي اختصّ بعلمه خالق الإنسان انقضاء أجله ووقوع موته وهو لمصالح كثيرةٍ كامنةٍ فيه ، ومنها : إستعداده في جميع أوقات عمره لإجابة دعوة ربّه ومراقبته لحالات نفسه وأقواله وأفعاله. ولازمه إعداده ما يلزمه لهذا السفر العظيم الطويل من الزّاد ، ورفع ما يمكن أن يكون مانعاً من العبور من العقبات المتعدّدة ، والمواقف المختلفة كقضاء فوائته الواجبة ، وما عليه من ديونه لخالقه ، وما عليه من حقوق الناس وأموالهم ، وتعيين ما عليه من الحقوق في دفاتر وكتاباتٍ ، فيكون في جميع أوقات عمره على تهيّؤٍ بحيث لو نزل به الموت لم يكن مأثوماً في أمره معاقباً على فعل شيء أو تركه ، وهذا القسم من التهيّؤ من أفضل خلق الإنسان وأحسن حالاته ، فطوبى لمن كان كذلك.
وقد ورد في النصوص :
أنّه سئل أمير المؤمنين عن الاستعداد للموت ؟ قال : أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم ثمّ لا يبالي : أوقع على
الموت