الدّرس الثّلاثون
في حسن الخُلق
الخُلق
بالضّم وبضمّتين : الطبع والسّجيّة ، وهو صورة نفس الإنسان وباطنه في مقابل الخَلق بالفتح الذي هو صورة جسمه وظاهره ، وهي تتّصف بالحسن والقبح كاتّصاف الجسم بهما ، إلّا أنّ ذاك الاتّصاف يكون تحت اختيار الإنسان وإرادته ، لأجل اختياريّة أسبابها بخلاف صورته الجسميّة الظاهريّة ، وذلك لأنّ صورة النّفس والرّوح البرزخيّة سواء قلنا بكون الروح في ذلك العالم موجوداً مستقلّاً قائماً بنفسه ، أو حالاً في القالب المثاليّ تتبع صفاته النفسيّة الدنيويّة
وتتشكّل على وفق تلك الحالات والملكات ، بل وكذا الجسم الدنيويّ للمؤمن المنشور من الأرض والمبعوث عنها بعد القيامة ، فهو وإن كان على صورته الدنيويّة عند البعث والحشر إلّا أنّه يتشكّل عند اقتراب الوفود على الله والورود في الجنّة على طبق الصفات والسجايا التي اكتسبها وحصّلها وربّاها وحسّنها ، ففي النشأتين بعد الموت ، أعني : البرزخ والقيامة تبلى السرائر الخلقيّة ، وتتجلّى السجايا
الروحيّة