الدّرس الحادي والثّلاثون
في الحلم وكظم الغيظ والعفو والصّفح
الحلم : ضبط النفس عن هيجان الغضب ، والكظم : الحبس والسدّ ، فكظم الغيظ يرادف الحلم ، والعفو : ترك عقوبة الذنب ، والصفح : ترك التثريب واللوم عليه فالمراد من العبائر والعناوين المذكورة : أن يحلم الإنسان عند غضبه للغير ولا يرتّب الآثار التي يقتضيها الغضب من العقوبة بالقول أو الفعل ، والممارسة على ذلك والعمل بما يحكم به الشرع والعقل سبب لحصول ملكة في النفس تمنعها من سرعة الانفعال عن الواردات المكروهة ، وجزعها عن الأمور الهائلة ، وطيشها في المؤاخذة ، وصدور الحركات غير المنظّمة منها ، وإظهار المزيّة على الغير ، والتّهاون في حفظ ما يجب عليه شرعاً وعقلاً. وهذه الملكة عن أفضل الأخلاق وأشرف الملكات ، والحليم هو صاحب هذه الملكة ، وكذا الكاظم.
وقد ورد في الكتاب
والسنّة في فضل هذه الخليقة وحسنها والحثّ على تحصيلها وترتيب آثارها عليها بل ، والجري على وفقها ـ وإن لم يكن عن ملكة ـ