الدّرس الرّابع والثّلاثون
في الكذب ونقله وسماعه
الكذب لغة هو : اللا مطابقة ويتّصف به الاعتقاد والفعل كما يتّصف به الكلام فالظنّ أو الاعتقاد المخالف للواقع ، كذب ، كما أنّ العمل المخالف للقول والوعد ـ مثلاً ـ كذب. والكذب في القول هو : الكلام المخالف للواقع ، خالف الاعتقاد أيضاً أم لا ، أو هو : الكلام المخالف للاعتقاد ، خالف الواقع أم طابق.
ثمّ إنّه لا ريب في أنّ الكذب من أعظم المعاصي وأشنعها ، وهو ممّا يحكم العقل والنقل بقبحه ، وله مراتب شتّى في القبح والشناعة : كالكذب على الله ، وعلى رسوله ، وعلى الأئمّة عليهمالسلام ، وعلى المؤمنين وهكذا.
والكلام في المقام ليس
في حرمة الكذب أصالة ، فإنّ البحث عن ذلك يقع في الفقه ، بل لأنّ الجرأة عليه في ابتداء الأمر تورث في النفس حالة الانحراف عن الواقع ، والغفلة عن الحقّ وستره ، والممارسة عليها توجب حصول ملكة الكذب ، وهي من أشنع الملكات وأخبثها ، وهي التي يسمّى صاحبها كذّاباً. ففي صحيح ابن