الدّرس السّابع والثّلاثون
في الشّكوى إلى الله وإلى النّاس
الشّكوى والشّكاية : مصدران من : شكىٰ يشكوا إلى زيد : تظلّم إليه ، وأخبره بسوء الحوادث ، فالمخبر شاك وزيد مشكوّ إليه ، والمخبر عنه مشكوّ منه ، والإخبار شكاية. والشكوىٰ إن كانت إلى الله تعالى أو إلى عبده المؤمن فهي حسن جميل ، سواء كانت من ظلم الناس أو مكاره الدهر. وإن كانت من الله ومن الحوادث الراجعة إليه تعالىٰ ، فإن كانت إلى المؤمن فلا ذمّ ، وإن كانت إلى غيره فهي مذمومة. وقد ورد في الكتاب الكريم قول يعقوب عليهالسلام : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) (١).
وورد في النصوص : أنّه : من شكىٰ إلى أخيه فقد شكىٰ إلى الله ، ومن شكىٰ إلى غير أخيه فقد شكىٰ الله (٢).
وأنّ أبغض الكلام إلى الله التحريف ، وهو قول الرجل : إنّي مجهود ، وما لي ، وما عندي (٣).
____________________________
١) يوسف : ٨٦.
٢) وسائل الشيعة : ج ٢ ، ص ٦٣٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٢٥ وج ٨١ ، ص ٢٠٧.
٣) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٢٥.