الدّرس الثّامن والثّلاثون
في اليأس من روح الله والأمن من مكره
روح الله تعالىٰ هو : رحمته وفرجه وإحسانه في الدنيا ، وشفاعة أنبيائه وملائكته ، وغفرانه وجنّته في الآخرة. والمكر : أخذه في الدنيا بنحو الإستدراج وغيره ، وعقابه في الآخرة.
ويظهر من النّصّ والفتوىٰ تحريم الأمرين ، وقد عدّهما أصحابنا في الفقه من المعاصي الكبيرة ، وظاهرهما كون نفس الحالتين معصية محرّمة فتحرم التسبيب لحدوثهما ، ويجب السعي في إزالتهما لو اتّفق حصولهما بالتأمّل والتفكر في مفاد النصوص الواردة فيه ، في الكتاب والسنّة والعقل الحاكم بقبحهما بعد ملاحظة سعة رحمة الله تعالىٰ وشمول عفوه وغفرانه ، وبعد التوجّه إلىٰ قدرته وسطوته وما يقتضيه ذنوب عباده ، ولو لم يقدر على التأمّل في ذلك فعليه أن يراجع أهله من علماء الدين ورواة الأحاديث وحملة العلوم والمعارف الاسلاميّة ، وأطبّاء النفوس من علماء الأخلاق وغيرهم.