الدّرس الأربعون
في حبّ الرّئاسة
الرئاسة من مصاديق الدنيا ، وحبّها من حبّ الدنيا ، وقد عرفت تفصيل الأمرين ، إلّا أنّ لها أهمّيّةً وخطراً وشأناً ومحلّاً يقتضي تخصيصها بالذكر كتاباً ، وبتوجيه النفس إلى حالاتها وآثارها باطناً ، وبالمراقبة عن موجباتها احتياطاً.
وليعلم أنّ الرئاسة والجاه منها ممدوحة ومنها مذمومة ، والأولىٰ هي التي جعلها الله وأنشأها لبعض عباده : كأنبيائه وأوصيائه ومن يتولّى الأمور والرّئاسة من قبلهم على اختلاف شؤونهم ودرجاتهم ، وهذا القسم الذي في مقدّمه منصب الأمامة مقام محمود ، وجاه ممدوح ، خصّ الله به أولياءه وحفظهم بنحو العصمة التكوينيّة والتوفيقات الغيبيّة الالٰهيّة والأوامر والفرامين التشريعيّة عن خطراته وزلّاته.
والمعصومون يجب عليهم
قبولها من ناحية الله تعالىٰ ، وعليهم حفظها