الدّرس الحادي والأربعون
في الغفلة واللهو
الغفلة عن الشيء معروف ، والمراد هنا : غفلة القلب عن الله تعالىٰ وعن أحكامه وأوامره ونواهيه ، وبعبارةٍ أخرىٰ : عمّا ينبغي أن يكون متوجّهاً إليه ويكون حاضراً عنده.
ولها مراتب مختلفة :
يلازم بعضها الكفر والطغيان ، وبعضها الفسق والعصيان ، وبعضها النقص والحرمان ، فالغفلة عن أصول الإيمان بمعنى عدم التوجّه إلى لزومها وإلى قبولها ، كفر ، سواء كان الغافل قاصراً أو مقصّراً وإن لم يعاقب
على الأوّل ، والغفلة عن أداء الواجب وترك الحرام مع التقصير ، فسق ، والغفلة عن الإقبال والتوجّه إلى آيات الله تعالىٰ الآفاقيّة والأنفسيّة ، وعن الاهتداء
بذلك إلى وجوده تعالىٰ وصفات جلاله وجماله وعن التقرّب بذلك لحظةً بعد لحظةٍ ، وآناً
بعد آنٍ إلى قربه ورحمته ، وعن كونه حاضراً عنده بجميع شؤون وجوده وخواطر قلبه ، ولحظات عينه ، ولفظات لسانه ، وحركات أركانه ، نقص وبعد وحرمان عن مقام