الأمر والنهي والتكليف. فيجعل الله للأرواح أجساماً كأجسامهم في دار الدنيا ، ينعّم مؤمنيهم ويعذّب كفّارهم وفسّاقهم دون أجسامهم التي في القبور يشاهدها الناظرون وتتفرّق وتندرس. وهذا مذهبي في النفس ، ومعنىٰ الإنسان المكلّف عندي ، ولا أعلم بيني وبين فقهاء الاماميّة وأصحاب الحديث فيه اختلافاً ، انتهىٰ.
وقال المحقّق الطوسيّ فيما يشير إليه الإنسان بقوله : أنا : ( فيكون جوهراً عالماً والبدن وسائر الجوارح آلاتُه في أفعاله ، ونحن نسمّيه هاهنا : الروح ).
الأمر الثامن : النفس سلطان الجوارح ، وتسلّطها عليها من أنفذ السلطات ، فبإرادتها تتحرّك الأعضاء وتسكن. ولا تخلف لإرادتها عن وقوع المراد ، وهذا من أحسن أمثلة تسلّط الرّب تعالى على خلقه ونفوذ مشيئته فيما شاء وأراد ، وإن كان بينهما فرق واضح فإنّ النفس فضلاً عن تسلّطها ، حادثة. ووجودها مفاض من إرادة الربّ ، وأنّه قد يحدث للأعضاء خلل ونقص لا يؤثر فيها إرادة النفس ، ولا يكون ذلك في إرادة الله ، وبهذه الملاحظة أطلق على النفس والقلب : إمام الأعضاء ومرجعها وهاديها ورئيسها المتولّي لأمرها.
ففي مباحثة هشام بن
الحكم مع عمرو بن عبيد التي نقلها للصادق عليهالسلام فأمضاها وأقسم بالله تعالىٰ على
كونها مكتوبةً في صُحف إبراهيم وموسىٰ : ( قال : قلت له : ألك قلب ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع به
؟ قال : أميّز كلّ ما ورد على هذه الجوارح. قلت : أفليس في هذه الجوارح