الدّرس الرّابع والأربعون
في الكِبر
الكِبر : رذيلة من رذائل الإنسان ، وخلق سيّئ من سجايا باطنه وهو : أنّ يرىٰ نفسه كبيراً عظيماً بالقياس إلى غيره ، وعلى هذا فالكبر صفة ذات إضافةً تستدعي مستكبراً به ومستكبراً عليه فهو يفترق عن العجب المتعلّق بالفعل بتغاير المتعلّق وعن العجب المتعلّق بالنفس ، بعدم القياس فيه على الغير.
وهذه الصفة من أقبح
خصال النفس وأشنعها ، ولعلّ أصل وجودها كالحسد وحبّ الرئاسة والمال من السجايا المودعة في فطرة الإنسان وزيادتها وتكاملها وتحريكها صاحبها نحو العمل بمقتضاها ، تكون باختياره وتحت قوّته العاقلة ، كما أنّ
معارضتها والسعي في إزالتها أيضاً كذلك ، وهي من الصفات التي تورث اغتراراً في صاحبها وفرحاً وركوناً إلى نفسه ، ومحلّ هذه الصفة ومركزها القلب كما يقول الله