الدّرس الخامس والأربعون
في الحسد
الحسد : تمنّي زوال نعمة الغير ، وله صور : فإنّ الحاسد : إمّا أن يتمنّى زوالها عن الغير فقط ، أو يتمنّىٰ مع ذلك انتقالها إليه ، وعلى التقديرين : إمّا أن يصدر منه حركة من قولٍ أو فعلٍ على طبق تمنّيه ، أو لا يصدر ، وعلى أيٍّ فحقيقة الحسد عبارة عن تلك الصفة النفسيّة ، ولها مراتب في الشدّة والضعف وصدور الحركات الخارجيّة من آثارها ومقتضياتها.
والظاهر أنّه من الطبائع المودعة في باطن جميع الناس وتتزايد في عدّةٍ منهم ، وتتناقص في آخرين بملاحظة اختلافهم في التوجّه إلى النفس ومراقبة حالها ومجاهدتها ، ويترتّب عليها آثار كثيرة مختلفة ، بعضها مذموم وبعضها محرّم ، وبعضها كفر وشرك ، ونعوذ بالله من الجميع.
وظاهر أكثر الأصحاب
حرمة الحسد وترتّب العقوبة عليه مطلقاً ، ظهر في